شادي صلاح الدين (لندن)

صعدت شركة الطيران الأسترالية «كانتاس» من تهديداتها ضد الخطوط القطرية رداً على التصريحات التي ألقاها رئيس الشركة الأخيرة أكبر الباكر بشأن انسحابه من تحالف «وان وورلد» العالمي، مؤكدة أن انسحاب القطريين لن يؤثر بأي حال من الأحوال على عملاء التحالف وأنه يمكن للقطريين الانسحاب إذا كان الوضع غير مريح لهم.
ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» الصينية في تقرير كتبه «داني لي» عن رئيس الشركة الأسترالية ألان جويس ردا على أكبر الباكر إنه «لا ينبغي أن يكون أحد في تحالف حيث يعتقد أنه ليس مفيدا بالنسبة له». وكلتا الشركتين هي جزء من تحالف «وان وورلد» العالمية، وهي مجموعة من بعض كبرى شركات الطيران في العالم، بما في ذلك خطوط طيران كاثي باسيفيك في هونج كونج.
كان الباكر قد هدد بأنه سينسحب من التحالف بسبب خطاب أرسلته «كانتاس» الى أفراد الشركة القطرية تهاجم فيه خططها التوسعية في أستراليا، مدعيا بأن مثل هذه الخطط موضع ترحيب من الحكومة الأسترالية.
وفي أول تعليق علني له منذ تصاعد المواجهة بين الشركتين، قال جويس «نظرتنا كانت بسيطة للغاية، ونحن نسعى إلى منافسة نزيهة». وقال إن هذا هو ما أرادته «كانتاس» من المناقشات الثنائية للحكومة الأسترالية مع الدول الأخرى بشأن الطيران، مضيفاً «لا يمكن لأحد أن يقول إن هناك أي خطأ في ذلك».
وذكرت الصحيفة الصينية أن تحالف «وان وورلد»، التي تضم 13 عضواً أساسياً، واحدة من أكبر ثلاث شركات طيران عالمية. والجهات الأخرى هي ستار ألاينس، التي تضم أبرز أعضائها الخطوط الجوية السنغافورية، وسكايتيم، التي تعد دلتا إير لاينز من بين شركات الطيران الرائدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الأمور التي تقوم بها الشركة القطرية لجذب عملاء الشركات الأخرى: أسعارها المنخفضة بالنسبة للوجهات طويلة المدى، خاصة في درجة رجال الأعمال، والتي تصل أحيانا إلى 1000 دولار لتذكرة العودة بين أوروبا وأستراليا.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة كانتاس قال إن عملاء الشركة لن يخسروا نتيجة هذا الخلاف، لافتا إلى أن اتفاقها مع شركة طيران الإمارات، وشركتي «إير فرانس» و«كي إل إم» سيسمح لها باستبدال أي وجهات كانت تخدمها فقط الشركة القطرية.
وقال جويس «لدينا الكثير من الآليات البديلة الأخرى، وهي الطريقة التي صممت بها شبكتنا». وأضاف «الناس لديهم الكثير من الخيارات على شبكة كانتاس للوصول إلى نفس النقاط الأوروبية التي كانوا يسافرون إليها على متن الخطوط القطرية». أما بالنسبة للتهديد بالانسحاب من تحالف «وان وورلد»، قال «إذا قرروا المغادرة، فذلك لأن التحالف غير مجد بالنسبة لهم. لا ينبغي لأحد أن يكون في تحالف حيث يعتقد أنه ليس مجديا. إذا شعرت الخطوط الجوية القطرية أنها أفضل خارج تحالف عالم واحد، فإن الأمر متروك لهم».
ومن جانبه أعرب التحالف العالمي «وان وورلد» عن حرصه رؤية أعضائه يحلون خلافاتهم بسرعة. وقال متحدث باسم التحالف «مثل أي عائلة، هناك أوقات يكون فيها أعضاؤنا لديهم خلافات حول قضايا محددة. ونأمل أن يتم حلها بسرعة حتى يتسنى لجميع الأطراف التركيز بشكل كامل على ما هو مهم بالنسبة لنا جميعا - تقديم خدمة رائعة للعملاء».
وارتفعت حدة الخلاف بين الخطوط الأسترالية ونظيرتها القطرية لتصل إلى المجتمع المالي في لندن، حيث قال ويلي والش، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الدولية المالكة لشركة الخطوط الجوية البريطانية، إنه من «المرجح للغاية» أن تغادر الخطوط الجوية القطرية التحالف.
وتمتلك قطر حصة 20 في المائة في مجموعة الخطوط الجوية الدولية، بجانب حصة 10 في المائة في كاثي باسيفيك ولاتام، الناقل الأميركي اللاتيني. وقال الباكر للحاضرين في مؤتمر رابطة النقل الجوي الدولي في إسبانيا يوم الثلاثاء إن حصصها في شركات الطيران الأجنبية كانت دليلا على أن قطر «لا تحتاج إلى التحالف»، وهي التصريحات التي استخدمها الرئيس التنفيذي للشركة الأسترالية ليرد بكل ثقة «اترك التحالف وغادر إذا لم تكن سعيدا».